رثاء الشيخ مهدي المقداد للفقيد
الشيخ مهدي المقداد - 2 / 10 / 2012م - 11:34 م

 

شرفٌ عظيم لي وفخر كبير أن أقف أمامكم وفي هذا المكان المقدس مؤبناً لهذا الرجل الذي عشقته الأذان قبل العيون وعشقته العيون بمجرد رؤياه وعشقته القلوب بمحادثته ومؤانسته وأن كنت لست من فرسان هذا المضمار ولست من رجاله ولكنها لفتت مصدور أطلقها اللسان وسجلها القلم على الورق فأرجو من أخواني فرسان هذا المضمار ان يعذروني لمى فيها من زلل.

 

بَكَتْكَ المَجَامِع والمِنَبَرُ = فَدَمَعُ المَحَاجِر لا يذخرُ

بكتك القطيف بأقطارها= فسكانها دمعها أبحرُ

بكتك النفوس بدمعٍ هما= كسيل يخالطهُ مِجَّمَرُ

ألا أيها الراحل المستهام =وحبك لسبط لا ينكرُ

ألا أيها الراحل المستهام =وعشقك لسبط لاينكرُ

حنانيك رفقاً بهذه القلوب =على رزئك اليوم من يصبرُ

حنانيك فالحزن مر المذاق = ونار الفراق بنا تزعرُ

فنعشك مابين تلك الجموع= كأنك فلكٌ غدت تبحرُ

وتلك الجموع بفيض الدموع= أرادت لجسمك لو يقبرُ

 بوسط القلوب وتلك الضلوع= هي القبر واللحد والمنبرُ

فكم صرختٍ منك أن ياحسين =لرزء حسينٍ بها تجهرُ

على قبرك اليوم نادَ بها محبوك= حزناً كذا كبروا

وتلك الدموع التي قد أسلت= على قبرك اليوم تستعبرُ

فعبد الرسول وتلك البتول =على رغم أن ضلعها كسروا

أتتك توفيك حسن الجزاء= بصك نجاتك تستبشرُ

وذاك الحسين ومن كالحسين= يحيك أهلاً ومن أجدرُ

سواك أخادم آل الرسول= فخادمهم والله لا يخسرُ

سموت بحبك آل الرسول= وحبهم الجسر والمعبرُ

بنيه محبيه لا تحزنوا= فعبد الرسول غداً يحضرُ

ففي جنة الخلد جيرانه =حسين كذا المرتضى حيدرُ

وشربة ماء من السلسبيل =من الحوض يسقى فلا تضجروا

لان الأولى في الدنى أحسنُ =سيجزون حسناً غداً فنظروا

أبا أحمد يا نشيد الحسين =ومن للبتول غدا يذكرُ

وياناعي الطف من للعزاء =ومن للمدامع يستمطرُ

فجعنا لشخصك عبد الرسول =كما فجع الدين والمنبرُ .

 

 

اضف هذا الموضوع الى: