
كلمة سماحة العلامة السيد منير الخباز في التشييع
نعزي صاحب الأمر و الزمان عجل الله فرجه الشريف بهذه المصيبة العظمى وفي هذه الفاجعة الكبرى , رحيل هذا الصوت الحسيني العظيم , رحيل سماحة الشيخ عبد الرسول البصارة , إنني واثق كل الثقة , أنه الآن أمام الحسين , إنني واثق كل الثقة أنه الآن مبتسم وفرح ومسرور بجوار الحسين , إنه يخاطبنا الآن و ينادينا الآن ويقول إن من خدمته وإن من نعيته و من بكيت و أبكيت عليه هذه المدة الطويلة انه أمامي يحتضنني ويسعني بنعمه و عطاياه..... الحسين..... إذا شئت النجاة فابكِ الحسين , إذا شئت النجاة فاذكر الحسين , إذا ذُكر الحسين فأي عين تصونُ دموعها صون احتشامِ !!
الفقيد يريد أن يسمعنا كما سمعنا حال حياته يريد أن يسمعنا ونحن نصرخ ونحن نندب بالحسين...... يا حسين .. " لبيك يا حسين " .
كلمات الإمام الصادق في زيارة الحسين : سيدي أبا عبد الله إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك و لساني عند استنصارك فلقد أجابك قلبي وسمعي و بصري تبكيك يعني لا لأجل مثوبةٍ لكنما عيني لأجلك باكية .
أبو احمد هذا صوت الحسين ما قرأ مصيبة إلا و تجاوبت القلوب و انهدرت الدموع و تعاطفت المشاعر لذكر الحسين .. اليوم أبو احمد جالس..... الحسين عن يمينه و الأئمة عن شماله و هناك امرأةٌ واقفة تنظر إليه...... من هذا القادم الجديد؟ من هذا الضيف الجديد؟ من هذا الذي هو خادم لنا ؟ من هذا ؟ من أنت تكلم ؟
يرفع إليها عينه يقول : أنا خادمكم عبد الرسول , أنا ضيفكم أتيت إليكم , يرفع طرفه فيرى امرأة منحنية و وراءه و وراء الستار ضلعان مكسوران وصدر مهشم .. مازالت الملائكة تصرخ منذ ذلك اليوم , ما زالت الأنبياء تصرخ منذ ذلك اليوم مازال الكل يصرخ "وافاطماه" .. " لبيك يا زهراء"
أبا أحمد.. نحن خدمة المنبر الحسيني , نحن الخطباء, نحن أهل العلم, نحن المشائخ, نحن رجال العلم قاطبة و كافة نعاهدك أننا نسير في نفس الطريق الذي سرت عليه وعلى نفس الدرب الذي مشيت عليه .. درب خدمة الحسين, درب خدمة الزهراء , درب خدمة الأمة الطاهرين , أن نكون أنصاراً و أعوانا لصاحب العصر و الزمان في هذا الدرب الشائك خدمة الحسين , نحن نُظلم لأجل الحسين , نُضطهد لأجل الحسين , نُحارب لأجل الحسين , نُقاتل لأجل الحسين , نُحاصر لأجل الحسين , ليس لنا ذنب إلا أننا مع الحسين " لبيك يا حسين "
الشيعة الإمامية يُقاتلون و يُحاصرون في العراق في لبنان في البحرين في المنطقة الشرقية و في كل مكان لأنهم شيعة الحسين " هيهات منا الذلة "
منذ زمان الأمويين إلى زماننا هذا و الشيعة تقدم التضحيات و البطولات وتقدم الدماء الزاكية , وتقدم الجهود ......مظلومة مضطهدة في كل مكان .. لأجل ماذا؟ ما الذنب؟ ما هو الجرم الذي ارتكبوه وهم يشاركون في خدمة الكيان الإسلامي و يساهمون في بناء الحضارة الإسلامية؟ .....لا ذنب لهم إلا أنهم شيعة الحسين .
هذه الأعلام السوداء , و هذه الأعلام الخضراء التي تبكي على الحسين و تنحب على الحسين و تشارك في عزاء الحسين هي التي تخيف الظالمين و هي التي تخيف المعتدين , وهذا الجمع الغفير كله الذي انطلق في تشييع هذا الخطيب العظيم المنادي بالحسين و المرتبط بالحسين كلهم جاؤوا دفاعاً عن مظلومية الحسين و دفاعاً عن مبادئ الحسين جاؤوا في تشييع خادم الحسين يريدون أن يقولوا لكل الظالمين و لكل المعتدين ولكل من يسمعُ رسالتنا .. أننا مع الحسين و سنبقى مع الحسين ولن يعيقنا شيء عن شعائر الحسين و عن مواقف الحسين و عن إحياء ذكرى الحسين " السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين فيا أبا عبد الله لبّاك خادمك عبد الرسول ونحن من حول جنازته و نعشه نناديك "لبيك يا حسين"