كلمة رثاء لمجلس الخطيب خليل أبوزيد حفظه الله
محرر الموقع - 2 / 10 / 2012م - 9:39 م

كلمة مجلس الخطيب خليل أبوزيد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا و نبينا و شفيع ذنوبنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .

نيابةً عن والدي حفظه الله ونيابةً عن اخواني وجميع أعضاء مجلس الوالد , أقف أمامكم أيها الأخوة , أيتها الأخوات .. في هذه الليلة وبعد مرور أربعين يوم على رحيل رائد من رواد المنبر الحسيني في هذه المنطقة و أحد أبرز أعضاء مجلس الوالد , إنه الخطيب الكبير المعلم و الأستاذ الشيخ عبد الرسول البصارة تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه ..

عندما نقف في هذه الليلة لنتحدث عن مآثر هذا الفقيد الكبير و عن عظم المصاب الذي ألمّ بنا بعد رحيله , فإن الحديث يطول , وإن في القلب لوعة , ولذلك فإن ما يرتبط بألم القلب سأدعه للقلب في هذه الليلة .. إن ما بيننا وبين ابي أحمد من وشائج هي أكبر من أن اتحدث عنها بكلمات في هذه الليلة وما أحدثه من فراغ كبير سواء في هذا المنتدى الصغير الذي اعتدنا في كل يوم أن نلتقيه و أن نراه كما يعلم الجميع , في بعض الأيام كان هو الذي يأتي مبكراً إلى مجلس الوالد , في بعض الأحيان كنا نأتي قبله إلا انه كان لايغيب طوال ثلاثين سنة ونحن نلتقيه في كل يوم , إذا غاب فإنما كان لإرتباط مهم عنده أما في غير ذلك فكان أول وأبرز الحاضرين في هذا المجلس .

الفقيد الكبير تعرفونه ويعرفه الكبار و الصغار , فهذا الرجل الذي وقف ليخدم المنبر الحسيني وليزود الأجيال بتلك الثقافة الدينية و الروحية و العقائدية طيلة نصف قرن من الزمن وهو الصوت الشجي وكان المعلومة التي كان الجميع يتهافت إليها و يشتاق إليها .

أبعاد شخصية الفقيد الكبير نتحدث عنه  بإعتباره الأخ الكبير لنا و المعلم , نحن فتحنا أعيننا في بيت الوالد فرأيناه ظلاً للوالد حفظه الله , رأيناه معه في لحظات السراء وفي لحظات الضراء , كان أول المبادرين عندما نكون في حاجه إليه , لم نكن نحتاج لأن نستدعي هذا الفقيد ليكون بجانبنا في مواقفنا المختلفة , كان هو الذي يبادر , وهو الذي يأتي , وهو الذي يضمد الجراح إلى آخر أيام حياته وأيام عمره , الى اليوم الاخير الذي كان معنا فيه في مجلس الوالد وكان يوم الجمعة, جاء كعادته للمجلس وجلسو كان يناقش و يتكلم ويضحك كعادته و يبتسم وغادر المجلس ولك نكن نعلم أنه سيكون اللقاء الأخير وهي الزيارة الأخيرة الى مجلسنا , الى اليوم ونحن عندما نأتي الى المجلس عصراً أقف في المكان الذي اعتدت ان اقف في كل يوم لأستقبله علني أراه , اتطلع إلى الموقع الذي يجلس فيه في كل يوم الموقع الخاص الذي اعتاد ان يجلس فيه فأظن أنه جالس فيه وأظن انه يتكلم أصغي بمسامع قلبي , ارهف سمعي , وأعتقد أنه معنا في كل يوم ومعنا في هذه الليلة و سيضل معنا هذا الفقيد الكبير , إن ابا أحمد لم يغب , إن أبا أحمد شمس تشرق علينا في كل يوم طالما بقي منبر للإمام الحسين وصوت يصدح بالإمام الحسين عليه السلام , فسيضل أبا احمد , إنه مدرسه في الخطابة , و لأن هذا الجيل من الخطباء الكرام و المشايخ الأفاضل كلهم مدينون بالفضل له كلهم مدينون بالعطاء له , أكثر هذا أو أبناء هذا الجيل كلهم يقولوا أن ابا احمد هو من علمنا ابجديات البكاء على الامام الحسين عليه السلام , إن ابا احمد هو من اشعل شرارة الولاء في قلوبنا , إن ابا احمد هو من وضع اقدامنا في طريق العلم , على طريق الفضيلة وعلى طريق الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم أجمعين من أجل كل ذلك فستضل يا أبا أحمد شعلة وقادة و ستضل ضياء يضيء لنا دروبنا , كلما تعثرنا سنراك أمامنا كما كنت في حياتك تأخذ بأيدينا تشد من عضدنا , كنت للقريب و للبعيد , لمن تعرف ولمن لا تعرف , لم يكن متكبراً على احد .

أذكر من المواقف الذي كانت تدمعنا منه انه اعتدنا في مجلس الوالد أن نحيي المناسبات , مناسبات مواليد اهل البيت سلام الله عليهم , نقرأ المولد الشريف , وعادة يأتي بعض الاخوة او بعض الخطباء , في احد الايام كان ابن اخي علي بن حسين ابو زيد طفل صغير فكان يقرأ بعض القصائد , في بعض الاحيان ربما لا يلتفت أحد الى ان هذا الطفل يقرأ , أما الأستاذ الكبير فإنه كان يصغي اليه ويستمع كل كلمة يقولها وكان يتفاعل معه وعندما ينتهي من القاء القصيدة كان يثني عليه ويدعو له بالبركة ويدعو الله سبحانه وتعالى له بالتوفيق , وكان عندما يأتي بعض الأخوة المشايخ و الخطباء ويلقون بعض القصائد او يشاركون لا يكتفي فقط انه يستمع وإنما بعد ان يستمع اليهم كان يقول ما شاء الله صوتك جميل أداؤك حسن أسأل الله أن يوفقك , فكان الملقي يعجب كيف انه قام كقامة ابي احمد هذا الخطيب الكبير المبدع يثني على خطابته و يلتفت الى خطابته وهو مازال في بداية طريقه , أذكر انا ايضا عندما بدأت هذا الطريق و هذا المشوار كنت اقرأ في احد البيوت وكان ابو احمد ساكن في تلك المنطقة في الدشة لم أكن اعلم ان ابا احمد يستمع الى خطابتي لني كنت اعرف انه في معظم الوقت كان مشغول ولديه ارتباطات , الا انه كان يحرص في تلك الليلة كانت ليلة السبت ان يكون موجودا وبحكم ان مكبر الصوت كان موجود كان يستمع الى الخطابة , فأسمع بعد ذلك منه كلمات ثناء لا استحقها اعلم ان كلمات الثناء انت صادقة لم اكن اشك في يوم من الايام انه لم يكن صادق معي في كل كلمة يقولها , كان يوجه وكان يرشد وكان يثني وكان يعطينا احياناً أكبر من حجمنا وكل ذلك كان يفعله من قلب نظيف صادق ولهذا لم نكن نشك في كل كلمة كان يقولها .

تغمد الله هذا الفقيد الكبير بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه الفسيح من جنانه , وانا لله وانا اليه راجعون , ستضل يا ابا احمد ستبقى في قلوب جميع مريديك وعشاقك ومحبيك و إنا لله و انا اليه راجعون .. رحم الله من يقرأ لروحه الفاتحة

اضف هذا الموضوع الى: